أبعاد فكرية

كل مُبحر في عالم الأنترنت
يشاهد ما يشاهده الأخرون
من تكرار عجيب لفكر سطحي
أتُفق في جوهره
حتى وإن تغير شكله الخارجي

فأحياناً نراه يتوالى على شكل رسائل إلكترونية
يستقبلها برحابة صدر ( بريدنا الإلكتروني )
ولا نتوانا سواءً كنا نشعر بذلك أم لم نشعر
لا نتوانا بأن نرسل تلك ( السطحية في التفكير) لكل من يعز علينا
ولكل من قمنا بإضافته إلى قائمتنا البريدية

وكأننا نريد وبكل إصرار أن نساهم
في بناء مجتمع ( إلكتروني ) متخلف
يُعيد إرسال كل ما يستقبله دون أن يفكر في صحة الشيء أو خطأه

لست في صدد الحديث
عن أشكال ومتغيرات تلك ( الإيميلات )
لأنها تتجدد بشكل يتلائم مع سطحية أغلب المجتمع
فمنها ما يمس جوانب دينية كأحاديث ضعيفة
كانت تُنشر مذيلة بـ ( أُنشر تؤجر )
أو جوانب إجتماعية أو إقتصادية أو سياسية أو طبية
أو حتى تقنية

إلا أنها تتفق جميعها أي ( الإيميلات )
على تلك السذاجة في مضمونها
بأسلوب إقناع يدعو للسخرية والإستهزاء بعقولنا
ومحاولة لإثبات كذبة نرددها حتى كدنا أن نصدقها
ونغضب إن لم يصدقها الأخرون
وكأنه إكتشاف لم يسبقنا عليه أحد قلبنا


هذه ملامح بسيطة
عن سطحية نرى تكرارها بشكل يومي
لم نفكر بها لمجرد لحظة
أو نتأملها بواقعية ومنطقية
حتى أصبحنا نهيم في بحر من ( الرسائل ) الساذجة
وأصبح المجتمع وبكل أسف يتشرب تلك السذاجة لتنعكس على محطيه من حوله
دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة
والتي هي الأن أبسط مما كانت عليه في السابق


ليس المضحك أن نرى تلك السلسلة من الغباء
بل المضحك أن نجد من يتباها بأنه إحدى حلقاتها !